شهدت الدولة الإسلامية منذ الخلافة الراشدة وحتى سقوط الحكم العربي في بغداد على يد المغول 656 ه‍ أحداثًا متباينة وتغيرات جذرية في النظم السياسية التي ظلت تحكم أكثر من ستة قرون من الزمان، فبعد أن دخل النبي محمد -صلى الله عليه وسلم- مكة المكرمة في العام الثامن من الهجرة وبعد أن رضخت كل القبائل المحيطة بشبه الجزيرة العربية له، أرسى قواعد الحكم السياسي والاجتماعي، وذلك في شكل بعض المبادئ التي كانت مجموعة من "القوانين الروحية المنبثقة عن المبادئ الإسلامية العامة"، ولم تكن نظاما سِيَاسِيًّا موحدًا، إلى أن تبلورت القوانين الحاكمة والمنظمة للحياة السياسية في العصور التالية، بداية من خلافة عمر بن الخطاب ومرورًا بالدولة الأموية ثم العباسية، الأمر الذي ساعد في اتساع رقعة الدولة الإسلامية من خلال الفتوحات والانتصارات التي مهدت لحضارة حكمها العرب بامتياز من خلال سيطرة بطون قريش طيلة القرون الستة.

إلا أنه ومع اتساع الدولة الإسلامية في مشارق الأرض ومغاربها، بدأت مراحل الوهن والضعف تصيب الجسد العربي منذ أواخر الحكم العباسي، وذلك لعدة أسباب مهدت لتمرد بعض قادة الجيوش والوزراء والذين كان أغلبهم من الأتراك والمماليك الذين استعان بهم الخلفاء بعد فتح بلاد ما وراء النهر وتركمانستان، وأدى هذا التمرد إلى انقسام بين خلفاء الدولة العباسية من جهة، واستئثار بعض هؤلاء الأمراء بحكم بعض الإمارات التابعة للدولة الإسلامية من ناحية أخرى، وتعدّ الدولة الطولونية نتاجًا لتلك الأسباب، وأول تجربة حقيقية تجسد الانفصال عن كيان الخلافة الإسلامية.

ما هي الدولة الطولونية (‍254 ه/ 292 ه)؟

الدولة الطولونية هي إمارة إسلامية قامت في مصر وانفصلت بالحكم عن الخلافة العباسية، وأسسهَا أحمد بن طولون التغزغزي في مصر، ثم تمددت لاحقًا إلى الشام والحجاز، لتكون أول دولة تنفصل بالحكم كليًا عن مركز الخلافة في بغداد، واستمرت سلالاتها تنفرد بالحكم لمدة تقارب الأربعين عامًا، وجاء انفصال الدولة الطولونية جرس إنذار للخلافة العربية التي وصلت إلى مرحلة الوهن السياسي نتيجة لضعفها وعدم قدرة الخلفاء العباسيين، خاصةً في العصر العباسي الثاني، على إدارة شئون الدولة، ورغم أن الدولة الطولونية كانت أكثر الدويلات احترامًا وتمسكًا بمبدأ الوحدة وعدم الفرقة، وذلك باعتبار خليفة المسلمين هو الحاكم الفعلى والمرجع الأساسي في أمور كثيرة إلا أنه ومع الوقت تحول هذا الحاكم إلى مجرد رمز روحي.

أسباب قيام الدولة الطولونية

أجمع الكثير من المؤرخين أن معظم الدويلات التي انفصلت عن الخلافة العباسية في القرن الثالث الهجري لم تكن إلا نتيجة متوقعة لبعض السياسات التي انتهجها الخلفاء في أمور الحكم، ليس في الدولة العباسية فحسب بل مهدت لها الدولة الأموية أيضًا، ثم ما لبث أن تحولت تلك الأسباب إلى نتائج كارثية أدت في النهاية إلى ضعف الخلافة العربية وانتهاءها بانفصال أغلب الإمارات عنها وكانت من أهم تلك الأسباب:

  • الاعتماد على العنصر التركي والتركماني في الحكم

بعد انفتاح العرب على الحضارات خارج الجزيرة، بدأ الاعتماد على العنصر الأجنبي، خاصة العنصر التركى، واضحًا في شتى نواحي الحياة، ويذكر أن أول من استقدمهم ووثق بهم هو الخليفة هارون الرشيدي، ثم قربهم الخليفة أبو جعفر المنصور إليه حتى أنه لم يستخدم شخصًا عربيًا واحدًا في قصره.

  •  النزعة الشعوبية

اعتمد بعض الخلفاء العباسيين منهج " النزعة الشعوبية" وذلك بتمييز رجال الشعوب الأعجمية وتفضيلهم على القبائل العربية، وكان ذلك يعود إلى تفسير بعض العلماء والمفسرين للآية الكريمة ﴿وَجَعَلْنَاكُمْ شعوبا وَقَبَائِلَ لَتَعَارَفُوا﴾، فقالوا إن شُعوبًا تعني اَلشُّعُوب المُتحضرة ورغم أن هذا المبدأ أمر ثابت في الدين الإسلامي، غالى بعض خلفاء الدولة العباسية به كثيرًا، مما أدى إلى إضعاف العنصر العربي في شتى المجالات وأدى بالنهاية إلى ضعف الطبقة الحاكمة نفسها .

  • ضعف مركز الخلافة المركزية في بغداد

اختلف العصر العباسي الثاني عن الأول في الكثير من الأمور، حيث شهد فى حقبته الزمنية الكثير من الإمارات المستقلة وامتاز الحكم العباسي الأول بقوة الخلافة وتركيز السلطة في أيدي الخلفاء الذين اتصفوا بالبراعة السياسية وقوة الشخصية واستطاعوا أن يحافظوا على عاصمة الخلافة والعلاقات الوثيقة بين الشعوب وبعضها البعض، وكانوا سدًا منيعًا للمتعطشين إلى السلطة من الذين دخلوا الإسلام حديثًا، بينما نجد أن الحكم العباسي الثاني اتصف بالوهن والضعف والتخلي عن كل الأسباب التي تؤدي إلى بقائه، ومنها تراجع الأوضاع السياسية والفوضى والاضطرابات.

  • نفوذ العنصر التركي الحاكم

عرف العصر العباسي الثاني بأنه بداية النهاية لسقوط العنصر العربي الحاكم، مما أدى إلى ظهور مجموعة جديدة من المماليك "يمثل أغلبيتهم الأتراك " الذين شكلوا مراكز قوى جديدة كانت تهديدًا مباشرًا للخلافة، وكانت أول نموذج مصغر لظهور الإمبراطورية العثمانية من خلال رجالها العاملين فى الجيش وفى بلاط الخلفاء العباسيين طيلة قرنين من الزمان، أمثال أحمد بن طولون ومحمد بن طفح الاخشيدي.

  • إهمال بعض الإمارات والاهتمام بمركز الخلافة فقط

وذلك من حيث فرض الضرائب والخراج على هذه الإمارات وعدم الاهتمام بسكانها، مما جعل مهمة انفصال بعض الإمارات مهمة سهلة، وهذا ما حدث مع نموذج الدولة الطولونية.

من هو أحمد بن طولون؟

ذكرنا بأن نفوذ العنصر التركى بدأ منذ بدايات حكم الخليفة أبي جعفر المنصور ومن تبعه، وكان أحمد بن طولون هو أحد أولئك الذين تربوا في قصر الخلافة العربية في سامراء، حيث تقول المصادر التاريخية بإن والده طولون كان مملوكًا تركيًا أهداه نوح بن أسد والى خراسان إلى الخليفة المأمون بعد فتح مدينة بخارى، وأعجب به الخليفة فولاه العديد من المناصب إلى أن وصل إلى رئاسة الحرس داخل القصر، وأنجب طولون عددًا من الأبناء منهم أحمد الذي ولد عام ( 220 ه/‍  868 م) ونشأ نشأة عربية بعيدًا عن أقرانه من العجم، فحفظ القرآن الكريم وتعلم اللغة العربية وأصول الدين، فاشتهر بين معارفه بالتقوى والصلاح، بالإضافة إلى الشدة وَالْقُوَّة والبأس لأنه تربى تربية عَسْكَرِيَّة. وعُين أحمد بن طولون في بداية حياته السياسية ضابطًا في الجيش في ولاية طرطوس، وقضى بها معظم شبابه فتعلم التفسير والحديث والفقه على أيدي كبار علماء طرطوس وتزوج وأنجب هناك، إلى أن بدأت أولى خطوات مجده التاريخي من مصر.

نشأة الدولة الطولونية 254هـ الموافق 868م

  • بعد وفاة طولون تزوجت والدة أحمد بن طولون من الأمير بايكباك التركي والذي كان واليًا على مصر في عهد الخليفة العباسي المعتز بالله.
  • وقع اختيار الأمير بايكباك على ابن زوجته أحمد بن طولون لِيكون نائبًا عنه في حكم الولاية المصرية.
  • في تلك الفترة الزمنية اكتسب أحمد بن طولون الكثير من الخبرات في إدارة شؤون البلاد السياسية والعسكرية.
  • توفي الأمير بايكباك وتولى الخلافة بدلاً منه الأمير يارجوخ صهر بن طولون ليظل محتفظًا بموقعه نائبًا على مصر.
  • بعد وفاة الأمير يارجوخ عين الخليفة العباسي  المعتضد أحمد بن طولون واليًا رسميا على مصر في عام 868 م / 254ه‍.، ومنذ أن قدم ابن طولون مصر، عمل على ترسيخ حكمه فيها، ولم يكن انفصاله بالحكم عن الدولة العباسية بالأمر السهل حيث واجه الكثير من الصعوبات، حتى أُرسى قواعد الحكم له، وكانت هذه هي أبرز التحديات.
  • أعلن أحمد بن طولون الانفصال بمصر عن الدولة العباسية بعد خلافات مع الخليفة المعتمد الذي واجه ثورة من قبائل الزنج في بغداد. 
  • طلب الخليفة المعتمد من أحمد بن طولون أن يرسل له مبلغًا من المال للمساعدة في إخماد ثورات الزنج ضده.
  • بعد أن أرسل أحمد بن طولون الضرائب والخراج إلى الخليفة غضب غضبًا شديدًا وقام بتهديد أحمد بن طولون وأعلن عن عزله من منصبه.
  • على إثر تلك القرارات توقف أحمد بن طولون عن إرسال الخراج إلى بغداد، وقام بشطب اسم الخليفة العباسي من سجلات البلاد وعدم الدعاء له على المنابر. 
  • واجه أحمد بن طولون العديد من المؤامرات على أيدي بعض الموالين للخليفة العباسي مثل أحمد بن المدبر جامع الضرائب الذي كان يجمع الضرائب لنفسه وحاول أن يستميل جزءًا كبيرًا من الجيش، ولكنه في النهاية تغلب عليه. 
  • طلب الخليفة المهتدي من ابن طولون إخضاع أمير الشام وفلسطين الذي تمرد عليه، فذهب بجيشه واستطاع أن يضم الشام وفلسطين إلى مصر.
  • اعترفت الدولة العباسية رسميًا بحكم أحمد بن طولون وانفصاله بحكم مصر والشام وظلت خلافتها رمزية وروحية فقط. 
  • حرص ابن طولون على أن يَسْتَمِرّ اَلدُّعَاء للخليفة اَلْعَبَّاسِيّ على منابر المساجد في مصر وَالشَّام واعترف بسُلطته اَلرُّوحِيَّة وَالدِّينِيَّة.

مظاهر الحكم في الدولة الطولونية

يرى الكثير من المؤرخين أن حكم الدولة الطولونية في مصر كان أحد العصور الذهبية التي مرت بتاريخ الأمة المصرية وكانت مثالًا واضحًا على قوة الشعب المصري وتميزه عن بقية الشعوب العربية إذا ما توفر له حاكم قوي وعادل، وخلّفت الدولة الطولونية الكثير من الآثار المعمارية والهندسية التي أكدت على ازدهار الدولة في عهدها، لاسيما في فترة مؤسسها أحمد بن طولون، فبعد أن استقر الحكم السياسي له في مصر، بدأ في العديد من الإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية، وكان من أهم تلك المظاهر القيام بِأعمال عُمْرَانِيَّة تُعَبِّر عن مدى اهتمامه الشديد بِمصر ومنها:

  • إنشاء مدينة القطائع

وهي ثاني عاصمة إسلامية بعد الفسطاط، وبنيت بنظام المقاطعات وأنشئت حولها العديد من القصور والدكاكين وبنى فيها مسجده المشهور مسجد أحمد بن طولون. 

  • بناء القناطر

حفر أحمد بن طولون بئرًا في الجنوب الشرقي من مدينة القطائع، والتي ما تزال آثارها باقية حتى الآن (مدينة البساتين) وشيد عليها قناطر المياه لنقل المياه إلى جميع أنحاء البلاد والمساعدة في الزراعة.

  • بناء البيمارستان ( المستشفى)

أنشأ ابن طولون بيمارستانًا سنة (259ه‍/ 872م) لمعالجة المرضى مجانًا دون تمييز بين الطبقات والأديان وجعل العلاج فيه دون مقابل وألحق به صيدلية لصرف الأدوية.

  • الاهتمام بالزراعة

بذل أحمد بن طولون قصارى جهده لتشجيع الزراعة وأصلح أقنية الري وعمل على زيادة الإنتاج الزراعي، فأصلح التُّرَع والقنوات التي تروي الحقول ومنع تحصيل الضرائب من الفلاحين.

  • تقوية الجبهة اَلدَّاخِلِيَّة

من خِلال تنمية موارد الثروة ومُضاعفة الدخل في ميادين الإنتاج وإنشاء جيش قوي كان قادرًا على غزو الدولة العباسية نفسها، إلا أنه ظل يدافع عن أرض مصر والشام فقط دون غزو الدويلات المجاورة.

  • ازدهار الحياة الاقتصادية في عهد بن طولون

ازدهرت الحياة الاقتصادية في عهد ابن طولون حتى أنه كان يصرف 1000 دينار يوميًا على الحلوى وكانت هناك مطابخ خاصة للفقراء والمحتاجين داخل القصر. 

وفاة أحمد بن طولون

أحب المصريون أحمد بن طولون حبًا شديدًا، حتى أن الكثير من طوائفهم وخاصة الفقراء منهم تجمعوا حول قصره فى مرض وفاته وأخذوا يهللون له بالدعاء، إلا أن القدر لم يمهله وتوفي في عام 884م / 270 ه‍ عن عمر ناهز الخمسين، وبعد أن حكم مصر 16 عامًا، دفن في أسفل جبل المقطم.

واتفق أغلب المؤرخين على شخصية ابن طولون ووصف بأنه كان حاكمًا من الطراز الفريد الذي استطاع أن يجمع ما بين القوة واللين والشدة والورع، وأثنى عليه ابن الأثير قائلاً: "وكان عاقلاً حازمًا، كثير المعروف والصدقة، متدينًا، يحب العلماء وأهل الدين، وعمل كثيرًا من أعمال البر ومصالح المسلمين".

خلفاء أحمد بن طولون ونهاية الدولة الطولونية

1) خمارويه بن طولون 270-282 ه‍ / 883-895 م

تولى خمارويه  الحكم بعد وفاة أبيه، ولكنه كان شديد البذخ والإسراف ولم تفلح محاولات الحفاظ على الدولة الطولونية في عهده بسبب هذا الإسراف، ويعد حكم خمارويه من أهم أسباب سقوط الدولة الطولونية، حيث أراد توطيد العلاقة بينه وبين الخليفة العباسى فعرض عليه أن يزوج ابنته " قطرالندى" إلى ابن الخليفة ولكن الخليفة تزوجها وذلك لشدة جمالها، وكان هذا الزواج من أسباب سقوط الدولة الطولونية بسبب الإسراف الشديد  فتأثرت الخزانة المصرية تأثرًا شديد وصل إلى حد الإفلاس، لتبدأ مرحلة ضعف الدولة الطولونية.

2) أبو العساكر  جيش بن خُمارويه 282-283 ه‍/ 895-896 م

توفى خمارويه في عام 282 وخلفه ابنه ”أبو العساكر جيش" وكان أبو العساكر تنقصه الحكمة والخبرة السياسية فقامت ثورة الجند ضده لتولية عمه، فقرر قتل عمه فعزله القواد والعلماء وألقوا القبض عليه حتى وفاته، وشكل هذا الانقلاب داخل الأسرة الحاكمة مزيدًا من أسباب ضعف الدولة الطولونية.

3) هارون بن خُمارويه 283-292 ه‍ / 896-904 م

  • تولى ابن خمارويه الحكم وهو "أبى موسى هارون"، ولكنه كان فى الرابعة عشر فتولى الوصاية أحد كبار الدولة، وحدثت مجموعة من الاضطرابات الداخلية فى الشام خاصة بعد فشل جيش الدولة فى الدفاع عن طرطوس من هجوم البيزنطيين.
  • اضطرَّ الخليفة أبو أحمد علي المُكتفي بِالله أن يُنقذ دمشق من البيزنطيين بِجُيوشٍ يُرسلها من العراق.
  • كان انتصار المُكتفي على القرامطة تجربةً ناجحةً دفعتهُ إلى أن يتخلَّص من الحُكم الطولوني العاجز، فوجَّه قُوَّاته البحريَّة والبريَّة إلى مصر.
  • أرسل الخليفة المستكفى جيش إلى مصر لإسقاط الدولة الطولونية وإعادة مصر للتبعية العباسية المباشرة .
  • هزم الجيش الطولونى فى دمياط وأحرق محمد بن سلمان قائد الخليفة العباسى مدينة القطائع فلم يبقى منها إلا جامع أحمد بن طولون وبذلك انتهت الدولة الطولونية بعد حكم استمر 37 عامًا.

سطرت الدولة الطولونية على يد مؤسسها أحمد بن طولون مجدًا عريقًا لأمة عريقة، ورغم أن العباسيين حذو حذو التتار عند غزو الدولة الطولونية، حيث أحرقوا ودمروا كل ما تبقى بها من آثار معمارية، إلا أن ما بقى لنا حتى هذا العصر كان  شاهدًا على كل مقومات التقدم الذي وصلت إليه مصر فى تلك الحقبة الزمنية، وكان للموروث الشعبي دورًا في إظهار الجزء التاريخي المفقود وإيضاح سبب الانهيار السريع للدولة الطولونية، رغم تقدمها، وذلك من خلال قصة "قطر الندى" والمثل الشعبى المشهور " يا حنة يا حنة يا قطر الندى" وتعد قصة زواج قطر الندى من الخليفة العباسي من أغرب القصص التاريخية بما فيها من بذخ أدى بالنهاية إلى إفلاس دولة، وعلى سبيل المثال والوصف الذي استفاضت به الكتب التاريخية، قام خمارويه ببناء قصر للعروس فى كل محطة من محطات سفرها من مصر إلى بغداد، وأثقل القافلة التى كانت تسير بها بالجواهر والذهب والتحف، وكانت تلك القصة هى بداية النهاية لانكسار الدولة الطولونية والعودة إلى أحضان الخلافة العباسية من جديد، لتظل الأمة المصرية باقية ومتوحدة رغم ما تعاقب عليها من حكام.