الطوائف في الأندلس أو كما يطلق عليها أيضًا اسم (فترة ملوك الطوائف) هي فترة تاريخية في الأندلس، بدأت حوالي عام 422 هجرية بعد إعلان سقوط الدولة الأموية في الأندلس –بسبب ثورة البربر وظهور ملوك الطوائف الذين سعوا لتقسيم الدولة إلى ما يزيد عن 12 دويلة– فقام كل أمير من أمراء الأندلس ببناء دولة مستقلة منفصلة (وصل عددهم 22 تقريبًا) وإقامة أسرة حاكمة من أهله وذويه، وورثت هذه الدويلات ثراء الدولة الأموية والتناحر على السلطة، الأمر الذي جعلهم مطمع لمسيحيي الشمال، ومن أشهر هذه الدويلات غرناطة وإشبيلية وألمرية وبلنسية وطليطلة وسرقسطة والبليار ومورور وغيرهم، وبسبب عدم استقرار الحكم وتناحر الأمراء وصل الأمر حد استعانتهم بالملك ألفونسو السادس ضد بعضهم البعض، حتى أنهم كانوا يدفعون له الجزية.

تاريخ ملوك الطوائف في الأندلس

تعود أصول ملوك الطوائف إلى العرب والأمازيغ والمسلمين الأيبيريين والعبيد السابقين في شرق أوروبا، ويمكن تقسيم فترة الطوائف في الأندلس إلى ما يأتي:

النشأة والتأسيس

في أواخر القرن الحادي عشر الميلادي، بعد أن اجتاحت أولى الحملات الصليبية القدس، خطط مسيحيو شمال شبه الجزيرة الأيبيرية للاستيلاء على ساراسين أو جزء من أراضي المسلمين، وكانت خلافة قرطبة في هذا الوقت غنية ومن بين أكثر الدول نفوذًا، لكنها سقطت تحت نيران الحرب الأهلية والفتن، لذا تفتت وانقسمت إلى طوائف وإمارات صغيرة تتقاتل وتتناحر فيما بينها، وبعد أن سيطر المرابطون تراجعت الطوائف، ثم لن تلبث أن صعدت في فترتها الثانية في القرن الثاني عشر حين بدأ المرابطون في التراجع والضعف، حيث تنافس الأمراء فيما بينهم عسكريًا وثقافيًا، ووظف الكثير من ملوك الطوائف المرتزقة لقتال جيرانهم من المسيحيين والمسلمين، وكانت طائفة إشبيلية هي أكثر الطوائف نشاطًا، وكذلك طائفة سرقسطة وطليطلة وبطليوس.

استنجاد الطوائف بالمرابطين

في الفترة التي كان المعتمد بن عباد يحكم فيها إشبيلية كان يدفع الجزية لألفونسو السادس ملك قشتالة، وفي يوم جاء إليه وزير ألفونسو لأخذ الجزية كالمعتاد، لكنه أساء الأدب مع المعتمد وطلب منه أن يسمح لزوجة ألفونسو الحامل أن تلد في أكبر مسجد للمسلمين هناك، لأن هناك نبوءة تقول إنها إذا ولدت هناك سيدين المسلمون بالولاء لولدها، فغضب المعتمد غضبًا شديدًا وقتل الوزير، وحين وصل الخبر إلى ألفونسو غضب وسار إلى إشبيلية مع جيشه وحاصرها، وأرسل للمعتمد رسالة يخبره أنه سيمكث هنا ولا يوجد شيء يضايقه سوى الذباب، ويأمره بأنه يرسل له مروحة لطرد الذباب وإبعاده، فتلقى المعتمد الرسالة وكتب له على ظهرها: والله لئن لم ترجع لآتي له بمروحة من المرابطين (أي هدده بالاستعانة بالمرابطين)، فخاف ألفونسو وأخذ جيشه ورحل.

وخاف ملوك الطوائف من سقوط الأندلس في يد القشتاليين، فاقترح العلماء الاستعانة بالمرابطين، لكن حصل جدال كبير بسبب الخوف من قوة المرابطين، لأنها لو هزمت المسيحيين القشتاليين لأخذت الأندلس وضمتها لدولتها، فقال المعتمد بن عباد وقال خطبة رائعة كان أخرها: "والله لا يسمع عني أبداً أنني أعدت الأندلس دار كفر ولا تركتها للمسيحيين، فتقوم عليَّ اللعنة في منابر الإسلام مثلما قامت على غيري، تالله إنني لأوثر أن أرعى الجمال لسلطان مراكش على أن أغدو تابعًا لملك النصارى وأن أؤدي له الجزية، والله لئن أرعى الأبل في المغرب خير لي من أن أرعى الخنازير في أوروبا".

وبعدها تشجع الأميران المتوكل على الله بن الأفطس وعبد الله بن بلقين على طلب العون من المرابطين وأرسلوا إليهم وفد مهيب في المغرب، وحين وصل الوفد ليوسف بن تاشفين سعد بهذه الفرصة للجهاد في سبيل الله، وجهز 7 آلاف من الرجال وذهب للأندلس ودخل إلى قرطبة وإشبيلية، ثم عبر إلى مملكة قشتالة، ووصل إلى الزلاقة شمال الأندلس، ووصل جيشه حينها إلى 30 ألف رجل تقريبًا، وحقق انتصارًا كبيرًا، وربما لو أكمل فتوحاته لكانت أوروبا الآن تدين بالإسلام.

سقوط ملوك الطوائف

عاد يوسف بن تاشفين للمغرب، وقامت الصراعات بين أمراء الأندلس مرة أخرى على تقسيم غنائم معركة الزلاقة، فذهب العلماء ليوسف بن تاشفين وطلبوا منه دخول الأندلس مرة أخرى لتخليص الشعب من الأمراء المنافقين، فخشي بن تاشفين من محاربة المسلمين، لكن أتته العديد من الفتاوى من كل بلاد المسلمين، أمثال أبي حامد الغزالي وأبي بكر الطرطوشي وغيرهم، فاستجاب للدعوة ودخل -بعد مرور أربع سنوات من معركة الزلاقة- إلى الأندلس مرة أخرى وحاربه أمراء المسلمين هناك على رأسهم المعتمد بن عباد، لكن استطاع بن تاشفين ضم بلاد الأندلس وتحرير سرقسطة، وبهذا سقط ملوك الطوائف وانتهى عصرهم الذي امتد من 422 هجرية حتى 479 هجرية.

طوائف الأندلس

تنقسم طوائف الأندلس أو ممالك الطوائف في الأندلس إلى ثلاث فترات أساسية هم:

الفترة الأولى في القرن الحادي عشر

من أهم طوائفها ما يأتي:

  • طائفة شنتمرية الشرق: امتدت من عام 1011م حتى 1104م وكانت تابعة للمرابطين.
  • طائفة الجزيرة الخضراء: امتدت من عام 1035م إلى عام 1058م وكانت تابعة إلى إشبيلية.
  • طائفة ألمرية: امتدت من عام 1011م حتى 1091م حين استولى عليها المرابطون.
  • طائفة ألبونت: امتدت بين 1009م و1106م حتى استولى عليها المرابطون.
  • طائفة بطليوس: التي امتدت بين 1009م و1094م حتى استولى عليها المرابطون.
  • طائفة قرمونة: التي امتدت من عام 1013م حتى عام 1091م حين استولى عليها المرابطون.
  • طائفة سبتة: امتدت بين عام 1061م إلى عام 1084م وكانت تابعة إلى غرناطة.
  • طائفة قرطبة: التي امتد بين 1031م و1091م حتى ضمتها إشبيلية.
  • طائفة دانية والجزائر الشرقية: امتدت بين 1010م أو 1012م حتى 1076م، حين ضمتها طائفة سرقسطة، بينما حافظت الجزائر الشرقية على استقلالها حتى ضمها المرابطون فيما بعد.
  • طائفة غرناطة: التي امتدت من عام 1013م حتى عام 1090م، حين استولى عليها المرابطون.
  • طائفة لوركا: التي امتدت بين 1051م و1091م حتى استولى عليها المرابطون.
  • طائفة مالقة: التي امتدت بين عامي 1026م و1057م أو 1058م، حتى ضمتها غرناطة، ومن عامي 1073م إلى 1090م حتى ضمها المرابطون.
  • طائفة مايوركا: التي امتدت بين عامي 1018م و1203م، حتى استولى عليها الموحدون.
  • طائفة ميرطولا: التي امتدت بين 1033م و1091م، حتى استولى عليها المرابطون.
  • طائفة مورور: التي امتدت بين 1013م و1066م بعد أن آلت إلى إشبيلية.
  • طائفة مرسية: التي امتدت من 1011م أو 1012م إلى عام 1065م، حتى ضمتها إشبيلية في النهاية.
  • طائفة مورفيدرو وساجونتو: التي امتدت بين 1086م و1092م حتى استولى المرابطون عليها.
  • طائفة لبلة: التي امتدت من 1023م أو 1024م حتى 1091م، بعد أن استولت عليها قوات المعتضد بن عباد لإشبيلية.
  • طائفة رويدا: التي امتدت بين 1118م و1130م حتى ضمتها أراغون.
  • طائفة ولبة وجزيرة شلطيش: التي امتدت من 1012م أو 1013م حتى 1051م أو 1053م، بعد أن ضمها المعتضد بن عباد لإشبيلية.

الفترة الثانية في القرن الثاني عشر

من أشهر طوائف الفترة الثانية ما يأتي:

  • طائفة ألمرية: التي امتدت بين عامي 1145م و1147م حتى آلت إلى الموحدين.
  • طائفة بطليوس: التي امتدت بين 1145م و1150م حتى آلت إلى الموحدين.
  • طائفة مالقة: التي امتدت بين عامي 1145م و1153م حتى آلت إلى الموحدين.
  • ميرطولا: التي امتدت بين 1144م و1145م وضمتها بطليوس.
  • طائفة لبلة: التي امتدت بين 1145م و1150م وآلت إلى الموحدين.
  • شلب: التي امتدت بين 1144م حتى 1155م وآلت إلى الموحدين.
  • طائفة تيخادا: التي امتدت بين 1145م و1150م حتى آلت إلى الموحدين.
  • طائفة بلنسية: التي امتدت بين عام 1145م وعام 1172م بعد أن ضمتها دولة الموحدين.

الفترة الثالثة في القرن الثالث عشر

من أهم طوائف الفترة الثالثة ما يأتي:

  • طائفة أرخونا: التي امتدت بين عامي 1232م و1244م بعد أن ضُمت إلى قشتالة.
  • طائفة بايزا: التي امتدت بين 1224م و1226م حتى ضمتها قشتالة.
  • طائفة سبتة: التي امتدت بين 1233م و1236م ثم آلت إلى الموحدين، ومن 1249م حتى 1305م حتى آلت إلى المرينيين.
  • طائفة مينوركا: التي امتدت بين 1228م و1287م حتى ضمتها أراغون.
  • طائفة مرسية: التي امتدت بين 1228م و1266م حتى ضمتها قشتالة.
  • طائفة لبلة: التي امتدت بين 1234م و1262م حتى ضمتها قشتالة.
  • طائفة بلنسية: التي امتدت من 1228م أو 1229م حتى عام 1238 م حين ضُمت إلى أراغون.
  • مملكة غرناطة: امتدت بين 1237م و1492م، وضُمت إلى تاج قشتالة (لا يتم تصنيفها من ممالك الطوائف عادةً).
  • طائفة البشرات: التي امتدت بين 1568م و1571م حتى ضُمت إلى قشتالة في إسبانيا (لا يتم تصنيفها من ملوك الطوائف عادةً).