ماء العينين هو مجاهد وعالم موريتاني الأصل، ارتبط اسمه بالمقاومة المسلحة ضد الاستعمار الفرنسي لبلاد الإسلام، وهو من أسس مدينة السمارة في منطقة الصحراء الغربية لتكون مركزًا للتعليم ولمبايعة حكام المغرب على الجهاد.

الاسم

هو سيدي مصطفى بن الشيخ محمد فاضل القلقمي، ولد في موريتانيا بتاريخ 27 من شعبان عام 1246هـ، أخذ عن والده القرآن والعلوم الشرعية واللغوية، بالإضافة إلى جانب من التصوف. وقضى ماء العينين معظم سنوات حياته في مقاومة الاستعمارين الفرنسي والإسباني، ووجدت إسبانيا وفرنسا صعوبة كبيرة في دخول موريتانيا بسبب دعم الشيخ ماء العينين للمقاومة هناك، أما وفاته فكانت بتاريخ 17 شوال من عام 1328هـ في مدينة تزنيت المغربية ودُفن فيها أيضًا.

اللقب

لقبه هو ماء العينين، ثمّ أضيفت له صفة الشيخ بعد أن قدّمه والده وصار شخصية معروفة بورعها وتقواها بين الناس، وأصبح يلقب باسم الشيخ ماء العينين، ولم يكن هذا اللقب لأحدٍ قبله، وقيل أنّ أباه أطلق عليه لقب ماء العينين لسببين اثنين، الأول أنّ الغدران التي كان يشرب منها الناس عندما تجف تبقى عيون الماء مثل الآبار وما شابه ولا يغور ماؤها، أما السبب الثاني فإن ماء العيون ونحوها تسقي كل ما يمر بها وينتفع بها الإنسان والحيوان والشجر، وبهذا جاء لقب ماء العينين من العطاء المستمر الذي لا ينضب.

صفاته وعلمه

كان ماء العينين عالم جليل وشيخ ورع ومؤلف ومجاهد، وكان ملاذ للخائفين والمحتاجين، وكان مرشد للمخطئين والتائهين ورؤوفًا بالمساكين والضعفاء، وكانت مدينة السمارة التي أنشأها ماء العينين عام 1898م مركزًا لجذب طلاب العلم، وكان لدى الشيخ مكتبة كبيرة أصبحت معظم كتبها مراجع، وكان تأثيره كبيرًا على طلابه الذين أصبحوا في وقت لاحق ذوي شأن ومكانة، وإضافة إلى ما سبق كان الشيخ ماء العينين كريمًا ورحيمًا بالناس وشجاعًا شديد البأس عند لقاء أعدائه، وكان كثير الصدقة، حيث وزع 12.000 ناقة عند وصوله إلى مدينة تزنيت المغربية.

جهاده

بنى الشيخ ماء العينين مدينة السمارة واستقر فيها، وبعد رجوع الشيخ من رحلة الحج التي زار من خلالها عدد من المدن الإسلامية  وجد الفرنسيين قد توغلوا في استعمار موريتانيا، في حين سيطر الإسبان بقوة على الصحراء الغربية، وعلى الفور نظّم ماء العينين مقاومة مُحكمة ضد المستعمر، من خلال توحيد صف القبائل الموريتانية والصحراوية للدفاع عن أراضيها، وعلى الرغم من الإمكانيات المحدودة للمقاومة، استطاعت بإيمانها وعزيمتها إلحاق خسائر فادحة بالجيش الفرنسي، وسافر الشيخ ماء العينين متجهًا إلى سلطان المغرب عدة مرات لطلب دعمه بتسليح المقاومة الصحراوية والموريتانية لكن رفض حاكم المغرب طلبه، وعلى إثر ذلك رحل الشيخ إلى مدينة تزنيت واستقر بها عدة سنوات إلى أن وافاه الأجل هناك.

نشأته

نشأ الشيخ ماء العينين تحت ظل والده وتتلمذ على يديه، وحفظ القرآن عنه برواية ورش وهو ابن عشر سنوات، ثم حفظه لاحقًا بالقراءات السبع، وأخذ الإجازة في القرآن وهو لم يبلغ الحلم، ثم سعى للاستزادة في طلب العلم على يد والده وشيوخه كالشيخ محمد فاضل بن الحبيب اليعقوبي، ولم يُعرف عن الشيخ ماء العينين أنه سافر لطلب العلم خارج حدود بلده، فبعد أن أتمّ العلوم الشرعية عن والده وشيوخه أمضى وقته في إتقان العلوم الشائعة في زمنه، مثل علم النحو والحديث واللغة والأصول، وكان بارعًا للغاية في الحفظ، وبعد أن جمع قدرًا وفيرًا من العلم تفرغ الشيخ ماء العينين للإفتاء والتدريس في مدرسة والده.

إرثه

بعد عدة سنوات من وفاة ماء العينين، تابع ابنه الهبة المعروف باسم السلطان الأزرق الجهاد ضد المستعمر الفرنسي، ولكنه هُزم في نهاية المطاف، ولكن ما يزال الشيخ ماء العينين يتمتع بمنزلة رفيعة في كل من المغرب وجبهة البوليساريو، فهو بالنسبة لهم الرمز الذي تبنى فكرة وحدة المغرب والصحراء الغربية، وإلى الآن يشغل أحفاد الشيخ مناصب مرموقة في الدولة المغربية، وفي موريتانيا، وجبهة البوليساريو أيضًا.

مؤلفاته

ترك الشيخ ماء العينين العديد من المؤلفات التي أصبحت مرجع للعلماء والمفكرين وطلاب العلم، من أبرزها ما يلي:

 

  • سهل المرتقى في الحث على التقى
  • دليل الرفاق على شمس الاتفاق
  • نظم الحكم العطائية
  • نعت البدايات وتوصيف النهايات
  • اللؤلؤ المحوز الجامع ما في الجامع الصغير والراموز
  • فاتق الرتق على راتق الفتق
  • حزب البسملة
  • تبيين الغموض عن نعت العروض
  • حزب الخير الجسيم
  • منظومة في سيرة رسول الله
  • المقاصد النورانية
  • أدب المريد في معنى لا إله إلا الله وكيفية التعبد بها
  • مظهر الدلالات
  • هداية المبتدئين في النحو
  • مفيد السامع والمتكلم في أحكام التيمم والمتيمم