أجمع خبراء اللغة على أنّ أصل اللغة الأوردية يعود للهند منذ عدة قرون، حيث نشأت الأوردية وتطورت في الهند وفقًا للمراجع التاريخية المعتمدة، ويُذكر أنّ الأوردية تُعدّ من اللغات الحية فهي ما تزال مستخدمة لغة منطوقة من قبل ملايين الأشخاص.

أصل اللغة الأوردية

تنتمي اللغة الأوردية إلى عائلة اللغات الهندو أوروبية، وهي تُستخدم حاليًا لغة منطوقة أولى من قِبل حوالي 70 مليون شخص، ولغة منطوقة ثانية من قِبل حوالي 100 مليون شخص، وتشكّل النسبة الأكبر للناطقين بالأوردية في الهند وباكستان، فهي اللغة الرسمية لدولة باكستان، بالإضافة إلى أنّها معترف بها رسميًا في الدستور الهندي، وإلى جانب الهند وباكستان، فإنّ هناك ناطقون بالأوردية في عدة مناطق جغرافية من العالم، منها الولايات المتحدة والمملكة المتحدة والإمارات العربية المتحدة، وتُعدّ اللغة الأوردية شبيهة إلى حد كبير باللغة الهندية.

تاريخ اللغة الأوردية

بدأت اللغة الأوردية في التطور في شمال الهند حول مدينة دلهي بالتحديد في القرن الثاني عشر تقريبًا، وتأثرت الأوردية منذ بداياتها بكل من اللغات الفارسية والعربية والتركية، وفي خلال القرنين الرابع والخامس عشر للميلاد، بدأ الأدباء بكتابة الشعر والأدب باللغة الأوردية، وقد ارتبطت الأوردية ارتباط وثيق بمسلمي شبه القارة الهندية، وبالرغم من ذلك فإنّ هناك العديد من الأعمال الأدبية المعروفة التي كتبها السيخ والهندوس، وبعد تأسيس دولة باكستان في عام 1947م اختيرت اللغة الأوردية لغة رسمية للبلاد.

علاقة اللغة الأوردية باللغة الهندية

يُقال إنّ اللغة الأوردية هي شقيقة اللغة الهندية؛ حيث ترتبط الأوردية بالهندية ارتباط وثيق، فنظرًا لأنّ الأوردية نشأت في شبه القارة الهندية وتطورت فيها، فإنّها تتشارك مع اللغة الهندية في نفس القواعد النحوية، بالإضافة إلى أنّها تتشابه معها في علم الأصوات إلى حد قد تبدوان بأنهما لغة واحدة، ولكن ما يجعلهما لغتين مستقلتين بشكل واضح هي أنظمة الكتابة؛ حيث تستخدم اللغة الأوردية أبجدية معدّلة من الأبجدية الفارسية والعربية، بينما تستخدم اللغة الهندية نظام كتابة مرتبط بلغة ديفاناغار وهي لغة سنسكريتية الأصل، وباستثناء ذلك فإنّ اللغتين الهندية والأوردية تمتلكان نفس أصوات اللغة اللفظية، مع وجود اختلافات بسيطة في الحروف القصيرة.

أبجدية اللغة الأوردية

تحتوي اللغة الأوردية على 40 حرف أبجدي وتُكتب من اليمين إلى اليسار، أمّا شكل الخط الأوردي فهو يشبه إلى حد كبير شكل الخط العربي والفارسي، لذلك قد يخلط الأشخاص غير المدربين بين الخط العربي والخط الأوردي، وقد استُخدمت اللغة الأوردية لتزيين العمارة الإسلامية مثل المساجد والآثار والأضرحة وكتابة الشعر والأسماء وغيرها، كون إتقان الخط الأوردي يُعدّ شكل من أشكال فنون الخط.

أين يتم التحدث باللغة الأوردية؟

إضافةً إلى باكستان والهند، فإنّ هناك العديد من المناطق التي يتم فيها التحدث باللغة الأوردية، ويشمل ذلك بنغلادش ونيبال والشرق الأوسط والعديد من البلدان الأخرى حول العالم التي تتواجد فيها الجاليات الباكستانية، أمّا في الهند فتُستخدم اللغة الأوردية بشكل خاص في ولاية أوتار براديش وفي مدينة دلهي وفي منطقة كشمير وفي مدينة حيدر آباد وفي مدينة بوبال، وتُدرّس بعض المدارس الهندية اللغة الأوردية لغة أساسية لطلابها.

مؤلفات اللغة الأوردية

كُتبت مجموعة مختلفة من النصوص الدينية والأدبية وغيرها بعدة مجالات باللغة الأوردية، من أبرزها ما يأتي:

المجال الديني

تمتلك اللغة الأوردية عدد كبير من الأعمال في الشريعة الإسلامية والأدب الإسلامي، ويتضمن ذلك ترجمة القرآن الكريم وتفسيره وشرح الحديث والفقه والتاريخ الإسلامي والتصوف، وتُرجمت أعداد كبيرة من الكتب الدينية الإسلامية من الفارسية والعربية إلى الأوردية.

المجال الأدبي

كُتبت الكثير من الأعمال الأدبية بمختلف أشكالها باللغة الأوردية على نطاق واسع، ويشمل ذلك الروايات والقصص والحكايات التراثية والسّير الذاتية.

المجال الشعري

كانت اللغة الأوردية اللغة الرئيسية للشعر في جنوب آسيا قبل حوالي قرنين، وقد تمّ توظيف الأوردية في عدة أشكال من الشعر، من أكثرها شيوعًا الشعر الذاتي، ويأتي بعد ذلك الشعر السردي والوصفي والتعليمي والمدحي وغيره من الموضوعات الشعرية الأخرى.

حقائق مثيرة للاهتمام حول اللغة الأوردية

تُعدّ اللغة الأوردية واحدة من أجمل اللغات في العالم، وهي تمثّل حاليًا رمزًا لهوية مسلمي الهند، ومن أبرز الحقائق التي يجب معرفتها عن اللغة الأوردية ما يأتي:

  • الأوردية لغة الجمال واللباقة

تُصنّف اللغة الأوردية أنّها من اللغات الجميلة، حيث تتميز هذه اللغة باللباقة في سياقها وتجسّد الأدب بأسلوب خفيف ورشيق للغاية قد لا ترتقي إليه معظم اللغات الأخرى.

  • دراسة اللغة الأوردية يساعد الطلاب على الدراسة في جنوب آسيا

يلعب إتقان اللغة الأوردية دور رئيسي لدى الطلاب الراغبين في دراسة أي تخصص أكاديمي في جنوب آسيا، ويشمل ذلك الطب والقانون وإدارة الأعمال والعلوم الحياتية والعلوم الإنساني، والعلوم الاجتماعية، لأنّ الأوردية مهمة بالنسبة لمناطق جنوب آسيا.

  • اللغة الأوردية مهمة لتعلّم الدين الإسلامي في باكستان

بما أنّ الأوردية هي اللغة الرسمية لدولة باكستان المسلمة، فإنّ تعلمها يُعدّ المفتاح الرئيسي للبدء في تعلم أحكام الدين الإسلامي وتعاليمه في باكستان لغير المسلمين.

  • يوجد العديد من اللغات المشابهة للغة الأوردية

إلى جانب اللغة الهندية، فإنّ معظم لغات جنوب آسيا ترتبط إلى حد ما باللغة الأوردية من ناحية المفردات والقواعد والتراكيب النحوية، أمّا من ناحية الكتابة فإنّ اللغة البنجابية المكتوبة تُشبه إلى درجة كبيرة اللغة الأوردية المكتوبة، بينما لا تتشابه اللغتين البنجابية والأوردية في علم الأصوات ولا يمكن فهم البنجابية بسهولة بالنسبة للناطقين بالأوردية وبالعكس.