اللغة العفرية التي تعرف أيضًا باسم عفر آف أو عفراف أو قفر آف، هي واحدة من اللغات التي تنتمي لفرع اللغات الكوشية، تحديدًا ضمن المجموعة الكوشية الشرقية المنخفضة، بجانب كل من اللغتين الصومالية والساهو، إذ تعد الساهو أقرب اللغات لها، أما العائلة اللغوية التي تنتمي لها العفرية فهي عائلة اللغات الأفرو آسيوية، ويتحدث بالعفرية حوالي 1.4 مليون شخص يعرفون باسم "شعب عفار"، يستوطنون منطقة القرن الإفريقي في جيبوتي وإريتريا وإثيوبيا، وعلى هذا تنقسم الآراء في مسألة تصنيف اللغة بين أنها واحدة من اللغات الكوشية، نسبة إلى حام بن كوش، وبين تصنيفها واحدة من اللغات السامية إلى حد ما، وحين نقارن العفرية باللغة العربية سنجد بينهما الكثير من الألفاظ المتطابقة، لهذا كان دخول الشعب العفري لدين الإسلام سهلًا، ولهذا تضمنت العفرية الكثير من الألفاظ الدينية العربية، وكانت تكتب بالأبجدية العربية حتى السبعينيات، إذ تحولت أبجديتها إلى اللاتينية.

تصنيف اللغة العفرية

تنتمي اللغة العفرية إلى مجموعة من اللغات المعروفة باسم المجموعة الكوشية الشرقية المنخفضة، وهي واحدة من فروع اللغات الكوشية التي تنتمي لعائلة اللغات الأفرو آسيوية:

المجموعة الكوشية الشرقية المنخفضة

المجموعة الكوشية الشرقية المنخفضة هي مجموعة لغوية تضم حوالي عشرين لغة متنوعة من فرع اللغات الكوشية التابعة للعائلة الأفرو آسيوية، والتي تعد العفرية واحدة منهم، وأشهر لغتين في هذه المجموعة هم الصومالية والأورومو.

فرع اللغات الكوشية

اللغات الكوشية هي واحدة من أفرع اللغات الأفرو آسيوية، وهي اللغات التي يتم التحدث بها في القرن الإفريقي، ويتحدث بها عدد قليل في الشمال، تحديدًا في مصر والسودان، وفي الجنوب في كل من كينيا وتنزانيا، وبحسب إحصاء عام 2012م فإن اللغات الكوشية التي يتحدث بها أكثر من مليون شخص هي: العفرية والصومالية والأورومو والكامباتا والساهو والسيداما والهادية والبجا.

عائلة اللغات الأفرو آسيوية

تنتمي العفرية لعائلة اللغات الأفرو آسيوية التي تضم حوالي 300 لغة مختلفة، يتم التحدث بهم على نطاق واسع في غرب آسيا وشمال إفريقيا والقرن الإفريقي وعدة أجزاء من دول الساحل والصحراء، ويتم التحدث بكل فروع اللغات الأفرو آسيوية في قارة إفريقيا، عدا الفرع السامي منها فقط، ويتحدث بهذه العائلة أكثر من 500 مليون شخص، وعلى هذا فهي في المرتبة الرابعة من حيث عدد المتحدثين الأصليين في العائلات اللغوية بعد الثلاث لغات: الهندو أوروبية والصينية التبتية ولغات النيجر والكونغو، وتضم العائلة ستة فروع هم: الكوشية والمصرية والسامية والتشادية والبربرية والأوموتية، وتعد أشهر اللغات الأفرة آسيوية المنتشرة الآن هي اللغة العربية التي تنتمي للفرع السامي، ويتركز معظم المتحدثين بها في الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

عدد المتحدثين باللغة العفرية وأماكن انتشارها

مجموع المتحدثين باللغة العفرية بالكامل يمكن أن يصل إلى 2.5 مليون تقريبًا، يتركز معظمهم بشكل رئيسي في إثيوبيا وجيبوتي وإريتريا، وبداية من عام 2018 كان عدد المتحدثين بها في منطقة عفار ومنطقة أمهرة والمنطقة الصومالية في شرق إثيوبيا، وبلغ عدد المتحدثين بالعفرية 505 ألف متحدث في منطقة شمال وجنوب البحر الأحمر في شرق إريتريا عام 2020م، وكان هناك أكثر من 196 ألف متحدث باللغة في جيبوتي بحسب إحصاء عام 2018م.

وضع اللغة العفرية

تعد اللغة العفرية من اللغات الوطنية المعترف بها في جيبوتي، بجانب أنها واحدة من اللغات التي تستخدم في أثناء البث العام في الراديو والتلفزيون الجيبوتي، وفي إريتريا تعد العفرية واحدة من اللغات التسع الوطنية الرسمية، على الرغم من أن اللغتين العربية والتغرينية هما الأشهر والأكثر استخدامًا من الناحية العملية الرسمية، حيث يفضل في مجال التعليم اختيار اللغة العربية لغة ثانية، وفي إثيوبيا تأخذ اللغة العفرية أيضًا وضع رسمي، وأصبحت منذ عام 2020م واحدة من اللغات الرسمية في مجال العمل هناك.

نظام الكتابة في اللغة العفرية

في إثيوبيا كان يستخدم النص الإثيوبي "خط الجعيز" في كتابة اللغة العفرية، وبداية منذ عام 1849م بدأ استخدام النص اللاتيني في مناطق أخرى لتدوين العفرية، واستخدم النص العربي أيضًا، وبداية من أوائل السبعينيات قام اثنان من مثقفي عفار "ديميس وريدو" بإضفاء الطابع الرسمي على الأبجدية العفرية، والتي أصبحت تستند إلى النص اللاتيني.

نبذة عن شعب عفر

يتحدث باللغة العفرية شعب عفر أو المعافرة، وهم أحد بطون مهرة بن حيدان بن قضاعة من القحطانيين من مهرة اليمن، ويعرفون باسم الدناكل في معظم الدول العربية لا سيما في اليمن وشرق السودان، نسبة إلى ملك عفري كان يحكمهم يعرف باسم دنكلي بن ملكان، ويتحدثون اللغتين العفرية والعربية، وهاجر العفر من اليمن إلى القرن الإفريقي منذ حوالي 400 سنة وأكثر، واستوطنوا المنطقة التي تعرف أراضيها الآن باسم إريتريا وإثيوبيا وجيبوتي، وكانوا يدينون بالديانة الوثنية قبل أن يدخلوا في الإسلام.

وعلى هذا فالشعب العفري واحد من أقدم الشعوب التي استوطنت منطقة القرن الإفريقي منذ آلاف السنين، في المنطقة الممتدة على سواحل البحر الأحمر من الجانب الإفريقي وهضبة الحبشة، وينتشر العفر في جيبوتي وإريتريا وإثيوبيا ويقدر عددهم بأكثر من 2.644 مليون نسمة، ويعرف العفر أيضًا بأسماء أخرى مثل عدال، نسبة إلى سلطنة عدل التي اتحدت مع سلطنة عفت، وكذلك اسم عدعلي، وهو اسم أطلقته القبائل الصومالية التي كانت تجاور العفر، ويعود أصل الاسم إلى قبيلة عد علي في سلطنة عدل.