شعب الملايو (بالإنجليزية: Malays) هم مجموعة عرقية وأمة أصلية تسكن في شبه جزيرة ملايو وشرق سومطرة في إندونيسيا وجزيرة بورنيو الساحلية وبعض الجزر الأخرى المحيطة، وينفرد شعب الملايو بخصائص ميزته عن غيره من باقي الشعوب الآسيوية الإندونيسية الأخرى.

التعريف بشعب الملايو

هم مجموعة عرقية من شبه جزيرة الملايو وأجزاء من الجزر المجاورة في جنوب شرق آسيا، ويشمل ذلك الساحل الشرقي لجزيرة سومطرة وساحل جزيرة بورنو، إضافةً إلى الجزر الإندونيسية الأصغر الواقعة بين هذه المناطق، ويتحدث شعب الملايو لهجات مختلفة جميعها تنتمي إلى عائلة اللغات الأسترونيزية، وعلى الرغم من اختلاف لغات الملايو عن لغات الشعوب الأخرى في بورنيو وسومطرة والمناطق المجاورة الأخرى، هناك تشابه في الكثير من العناصر بين هذه اللغات.

ثقافة شعب الملايو

تأثرت ثقافة شعب الملايو للغاية بثقافة المناطق المجاورة، وأبرزها سومطرة وجافا وتايلاند، وتأثرت قديمًا بشدة بالثقافة الهندية الهندوسية، حيث كان معظم شعب الملايو يعتنقون الهندوسية قبل أن يتحولوا إلى الإسلام في القرن الخامس عشر للميلاد، وتقطن الغالبية العظمى من الملايو في القرى بعيدًا عن المدن، ويتراوح عدد سكان القرية الواحدة من 50 إلى 1000 نسمة، يعيشون في بيوت تقليدية مرفوعة عن الأرض بأعمدة، مع أسقف جملونية (سقف بزوايا حادة) مصنوعة من القش، أما منازل الأغنياء فأسقفها من البلاط وأرضياتها من الخشب.

الحياة الاقتصادية لشعب الملايو

تقوم الحياة الاقتصادية لشعب الملايو على الزراعة التي تعتمد على إنتاج الأرز وزيت النخيل والمطاط، حيث أنتجت شبه جزيرة الملايو في نهاية السبعينيات أكثر من خمسي إنتاج العالم من المطاط الطبيعي، وبحلول بدايات القرن الحادي والعشرين أصبحت الجزيرة أكبر منتج في العالم لزيت النخيل.

الحياة الاجتماعية لشعب الملايو

قديمًا كان النظام الاجتماعي التقليدي لشعب الملايو إقطاعي إلى حد كبير، فكانت هناك طبقة النبلاء وطبقة عامة الشعب، وكان رئيس القرية من الطبقة العامة، والذي كان مسؤول أمام رئيس المنطقة وهو أحد أفراد طبقة النبلاء، ولكن منذ نهايات القرن العشرين استُبدل مسؤولون منتخبون ومعينون يعملون تحت سلطة المؤسسات الحكومية بالنبلاء، ولكن لم يتم القضاء تمامًا على التفرقة الطبقية إلى اليوم، أما الأسرة التقليدية لدى الملايو فتتكون من الزوج والزوجة والأطفال، وقبل ذلك، عند رغبة الشاب في الزواج، فإن والداه مسؤولان عن ترتيب كافة أمور زواجه، ويخضع الزواج والميراث عند شعب الملايو لأحكام الشريعة الإسلامية.

الحياة الدينية لشعب الملايو

يُعدّ الدين الإسلامي هو الدين الرسمي الذي يعتنقه شعب الملايو، وعلى الرغم من ذلك فإنّ هناك بعض الطقوس والتقاليد التي ما زالت قائمة من دياناتهم السابقة مثل الهندوسية والبوذية، فمثلًا يقيم الملايو احتفالات لبعض الأحداث بطقوس غير إسلامية مثل الزواج والولادة والموت، ويؤمن معظم شعب الملايو الذين يعيشون في المناطق الريفية بالأرواح والأشباح، أما المناسبات والأعياد الرسمية الإسلامية فيؤديها شعب الملايو بطقوس دينية إسلامية خاصة.

شعب الملايو في سنغافورة

يوجد أكثر من 600000 شخص من الملايو في سنغافورة، أي ما يعادل 13.6% من سكان البلاد وفقًا لإحصائيات سنغافورة لعام 2006م، حيث انتقلوا من جزيرة الملايو التي سكنوها لآلاف السنين إلى سنغافورة بحلول عام 1819م قبل وصول الاستعمار البريطاني للمنطقة، وازداد تدفق الملايو  إلى سنغافورة بدءًا من النصف الثاني للقرن التاسع عشر إلى ما بعد الحرب العالمية الثانية، وذلك من العديد من الجزر الإندونيسية المجاورة مثل جاوة وسومطرة وغيرها إلى جانب جزيرة الملايو.

شعب الملايو في ماليزيا

تنقسم ماليزيا إلى أربع مجموعات، وهي شعب أورانغ أسلي (السكان الأصليين) والهنود والصينيين وشعب الملايو، إضافة إلى بعض المجتمعات الصغيرة الأمريكية والأوروبية والعربية والتايلاندية والأوراسية، أما بالنسبة لشعب الملايو فهم يمثلون نحو نصف سكان البلاد، وهم المجموعة الأكثر قوة من الناحية السياسية، وكحال الملايو الآخرين في سنغافورة وإندونيسيا، يعتنق شعب الملايو في ماليزيا الدين الإسلامي ويتحدثون بلهجات تنتمي إلى عائلة اللغات الأسترونيزية.

5 عادات وتقاليد يلتزم بها شعب الملايو

يتشارك شعب الملايو جميعًا بعدد من العادات والتقاليد الخاصة، من أبرزها ما يلي:

  • التزام الأطفال بالعادات الأخلاقية والدينية

يلتزم أطفال الأسرة الملاوية التزامًا حازمًا بالعادات والتقاليد الأخلاقية والدينية الإسلامية، مثل احترام الوالدين وطاعتهما والذهاب يوم الجمعة إلى المسجد لحضور صلاة الجمعة.

  • منح الشركات العاملة استراحة لمدة ساعتين يوم الجمعة للصلاة

تمنح معظم الشركات العاملة يوم الجمعة استراحة لمدة ساعتين أو أكثر لإتاحة الوقت للعمال المسلمين لأداء صلاة ظهر يوم الجمعة في المسجد.

  • التزام الرجال والنساء بارتداء الزي المحتشم

يحافظ شعب الملايو رجالًا ونساءً على اللباس الإسلامي المحتشم، فالرجل يرتدي قميص فضفاض بأكمام طويلة فوق البنطال، بينما تلتزم المرأة بارتداء اللباس الشرعي الإسلامي، وهو سترة فضفاضة فوق تنورة طويلة، مع الحفاظ على تغطية الرأس.

  • عدم خروج المرأة من المنزل إلا بعد مضي 40 يوم من الولادة

لا تخرج المرأة لدى شعب الملايو من منزلها بعد الولادة إلا بعد مرور أربعين يوم، وفي نهاية هذه المدة يقام احتفال يسمى بيرشكور (Berchukor) يتم فيه حلاقة شعر الطفل.

  • بناء منازل متينة على المرتفعات

يبني الملايو بيوتهم القروية من الخشب وأوراق النخيل على منصة مرتفعة وبقواعد متينة، وذلك لحماية سكان المنزل من الفيضانات والحيوانات البرية والحفاظ على برودة المنزل في الأيام الاستوائية الحارة.