شعب الإيفينك أو الشعب الإيفينكي (بالإنجليزية: Evenks) الذي كان يعرف سابقًا باسم شعب تونغوس أو تونغوز هو شعب من الشعوب التونغوسية التي سكنت شمال آسيا، والتي يعترف بها الآن واحدة من الشعوب الأصلية في شمال روسيا، وهم أحد المجموعات العرقية البالغ عددها 56 مجموعة في الصين، والمعترف بها من قبل جمهورية الصين الشعبية بصورة رسمية، ويمكن التمييز بين نوعين من الإيفينك لكل منهم ثقافة مختلفة، النوع الأول هم الصيادين ومربي حيوانات الرنة، الذين يعيشون في الغابة الشمالية على نهر أوب أيريتش باتجاه الشرق وصولًا إلى أوخوتسك وسخالين، وجنوبًا من حوض نهر أمور باتجاه الشمال وصولًا إلى المحيط المتجمد الشمالي، أما النوع الثاني فهم رعاة أبقار وخيول ومزارعين، يعيشون في منغوليا وشمال شرق الصين وترانس بايكال.

أصل شعب الإيفينك وتاريخه

يقول العلماء إن أسلاف شعب إيفينك في الجنوب الشرقي سكنوا منطقة بايكال جنوب سيبيريا (على الحدود المنغولية الآن) بداية من العصر الحجري الحديث، أما إيفينك الشمال الغربي فهم مجموعة مختلطة من القبائل الأصلية القديمة في شمال سيبيريا مع قبائل ذات أصول تركية ومغولية، وقد عاشوا هناك قبل أن يتجهوا إلى نهر آمور وبحر أوخوتسك وأنهار لينا وينسي، ويقال إن شعب الإيفينك مرتبط إلى حد ما بشعب شيوي، وهو شعب كان يسكن سلسلة جبال خينخان الكبرى بين القرنين القرنين الخامس والتاسع، وبحلول عام 1600م كان الإيفينك في وديان نهري لينا وينسي في روسيا رعاة رنة ناجحين، بينما إيفينك الصين قاموا بتربية الخيول والغزال المنغولي وعاشوا على طول نهر آمور، وكانوا مرتبطين بشعب دور إرتباطًا وثيقًا، بينما ظهرت مجموعة من الإيفينك المعروفين باسم خامنجان في منطقة ترانسبايكاليا وكانوا يقومون بتربية الخيول.

أعداد شعب الإيفينك وأماكن تواجده

يبلغ عدد شعب الإيفينك الآن بحسب آخر إحصاء في القرن الحادي والعشرين تحديدًا بين عامي 2010 – 2015 حوالي 70000 إيفينكي، إذ يبلغ عدد الذين يعيشون في روسيا منهم حوالي 38.396 نسمة، ويبلغ عدد الذين يعيشون في الصين حوالي 30.875 نسمة، بينما تعيش نسبة بسيطة منهم في منغوليا ويطلق عليهم اسم خامنيغان هناك.

لغة شعب الإيفينك

يتحدث شعب الإيفينك اللغة الإيفينكية وهي لغة تنتمي لفرع اللغات التونغوسية من عائلة اللغات الألتائية، وهناك العديد من اللهجات المحلية للإيفينكي، والتي تختلف في النطق والمفردات عن بعضها البعض بدرجات مختلفة، وقبل عام 1931م لم يكن لدى هذا الشعب نظام كتابة، وكانوا يكتبون بالأبجدية اللاتينية، حتى عام 1937م حينما استبدلوها بالأبجدية السيريلية الروسية.

دين شعب الإيفينك ومعتقداته

يدين معظم الشعب الإيفينكي بالديانة المسيحية الأرثوذكسية التي دخلوا فيها بحلول منتصف القرن التاسع عشر، ويعتقد الإيفينك أن كلًا من النجوم والكواكب والشمس والقمر والجبال والأنهار والغابات والنباتات والحيوانات لها أرواح يجب أن يحترمها البشر ويقدرونها لاستمرار بقائهم وازدهارهم، ويؤمن الشعب الإيفينكي بأن قتل الحيوانات والنباتات جائز من أجل توفير الاحتياجات الأساسية للإنسان، لكنهم يحظرون إصابة الحيوانات وإهدار منتجاتها بطريقة غير جيدة.

ويعتقد شعب الإيفينك أن هناك ثلاثة عوالم، العالم الأول هو العالم العلوي الذي تسكن فيه أرواح الطبيعة والآلهة، والعالم الأوسط هو العالم الذي يسكنه البشر، أما العالم السفلي فهو العالم الذي تسكنه أرواح الموتى، وللإيفينك طقوس معينة مبنية على الرقص والهتاف، يقومون بها من أجل شفاء المرضى  وتسهيل ولادة النساء والتنبؤ بالمستقبل ومساعدة أرواح الموتى على الوصول للعالم السفلي وتحقيق الرفاهية للناس عمومًا.

مناسبات شعب الإيفينك المهمة

واحدة من أهم مناسبات شعب الإيفينك هو مهرجان عيد الدب الذي يقام بعد أن تقتل مجموعة من الصيادين دبًا، ويحتفل إيفينك روسيا بالأعياد الروسية الرسمية وأعياد الاتحاد السوفيتي الرئيسية، خصوصًا يوم رأس السنة في الأول من يناير ويوم النصر في التاسع من مايو وغيرهم.

معتقدات حول الحمل والولادة والموت عند شعب الإيفينك

لشعب الإيفينك معتقدات غريبة حول حمل النساء وولادتهن، وتتمثل هذه المعتقدات في مجموعة من القواعد الصارمة التي يجب الالتزام بها من أجل استمرار بقاء الأم والطفل على قيد الحياة، فعلى سبيل المثال لا يسمح للمرأة الحامل أن تخطو فوق فأس أو منشار كي لا تكون ولادتها مؤلمة، ولا يجب على الزوج أن يحفر قبر وزوجته حامل لأنها ستموت في أثناء الولادة، ولا يجب عليه أن يحضر أرنبًا للمنزل حتى لا يولد الطفل بشفه أرنبية، ولا يجب على الأم الحامل أن تتناول بعض الأطعمة، مثل كلية أو كبد أو لحم رأس الدب، لأنها ستعاني من تشنج الرقبة في أثناء الولادة.

أما من حيث طقوس الموت، فإن شعب الإيفينك بعد موت الشخص يجردونه من ملابسه ويمدون ذراعيه إلى جانبيه ويغطون وجهه بقطعة من القماش، وحسب الحيوانات التي تربيها الأسرة سواء كانت رنة أو حصان أو كلب، يقتل الحيوان وترش الجثة بدمائه، ثم تغسل الجثة وترتدي أفضل الملابس دون ربط أي أربطة أو أزرار، وإذا كان المتوفي متزوج فإن زوجته تقطع خصلة من شعرها وتضعها عليه، ويوضع مع جثة الرجل سكاكين صيد وأقواس وسهام، بينما يوضع مع جثة المرأة أدوات خياطة وخلافه، ويوضع غليون تبغ وصوان لكلا الجنسين، ويقيم أهل المتوفي وأصدقائه وليمة طعام على شرفه، ثم يدفن الجسد أو يوضع على منصة عالية في الغابة، لكن منذ حلول القرن العشرين أصبح الدفن أو حرق الجثة هو الوسيلة المعتادة لديهم للتخلص من الموتى، لكنهم لا يزالون يدفنون الأدوات سابقة الذكر مع الميت.