البشتون (بالإنجليزية: Pashtuns) هم مجموعة عرقية تنتمي إلى أفغانستان بشكل أساسي، إلى جانب وجودها في عدد من المناطق غربي باكستان، ويتميز البشتون بلغتهم الخاصة وتقاليدهم السمحاء التي حافظوا عليها على الرغم من مرور عدة قرون على ظهورهم.

التعريف بشعب البشتون

البشتون هم أكبر مجموعة عرقية في أفغانستان، وعلى الرغم من أنّه لا توجد إحصائيات دقيقة لأعدادهم كما هو الحال في معظم المجموعات العرقية الأخرى، أشارت التقديرات أنّهم يمثلون نحو 42% من مجموع سكان أفغانستان، ويتركز وجود البشتون في شرق البلاد وجنوبها، ويوجد أعداد أخرى منهم في إقليم خيبر بختونخوا في باكستان، حيث تُقدّر أعدادهم في الإقليم بنحو 14 مليون شخص، ويُعتقد أنّ أصول البشتون ترجع إلى غيران، حيث هاجروا من بلاد فارس إلى أفغانستان.

لغة شعب البشتون

تُعدّ البشتوية أو البشتو اللغة الرسمية للبشتون منذ عام 1936م، وهي لغة إيرانية تنتمي إلى مجموعة اللغات الهندو أوروبية، ويستطيع البشتون التحدث باللغة الفارسية إذا تتطلب الأمر ذلك، وغالبًا ما يعتمدون على اللغة لإجراء معاملاتهم التجارية الحيوية، وتُعدّ اللغة البشتوية إحدى اللغتين الرسميتين في أفغانستان، بجانب أنّها لغة 12 مليون من شعب البشتون في باكستان، وهي مكتوبة بالخط الفارسي العربي.

تاريخ شعب البشتون

لم يتمكن الباحثون من تحديد أصول البشتون تمامًا، ولكن نظرًا لأن لغتهم مصنفة لغة إيرانية فإنّ معظم الاعتقادات تُرجع أصلهم إلى إيران، فهم أحفاد محتملون للسكيثيين، وهي مجموعة عرقية إيرانية قديمة، ووفقًا للباحثين فإنّ البشتون بدأوا حياتهم قبائل إيرانية شرقية في غضون الألفية الأولى بعد الميلاد، وتعرضت هذه القبائل إلى الكثير من الغزوات التي نجت منها وهاجرت بعد ذلك إلى أفغانستان وباكستان واستقرت هناك.

الأدب البشتوني

لم يكن للأدب البشتوني دور كبير في أفغانستان وباكستان لأنّ اللغة الفارسية كانت لغة شعوب المنطقة المشتركة، وهي اللغة الرئيسية لأغراض الكتابة، وبالرغم من ذلك بدأت تظهر سجلات مكتوبة للبشتون منذ مطلع القرن السادس عشر، ومن أبرزها الأعمال الشعرية، وفي القرن العشرين نال الأدب البشتوني شهرة واسعة مع ازدياد الأعمال الشعرية وتطورها، ولكن لم يحظى الأدب لدى البشتون بالكثير من التدوين، بسبب ارتفاع معدلات الأمية، لذلك فهم يعتمدون على التقليد الشفوي في نشر أعمالهم الأدبية ونقلها، فعند الالتقاء في الاجتماعات والمناسبات يروي البشتون قصصهم الشفهية المختلفة عن التاريخ والشجاعة وغيرها من القصص التراثية والقصائد الشعرية، ويجدر بالذكر أنّ مجتمع البشتون يميل إلى إبراز دور الأم على الرغم من سيطرة الذكور عليه، لذلك تنطوي العديد من حكاياتهم الشعبية على تعظيم الأمهات وتبجيل دورهم في الحياة.

المرأة عند البشتون

نظرًا لوجود العديد من العوائق الاجتماعية لدى المجتمع البشتوني،  فإنّ هناك بعض القيود على المرأة، لذلك هناك نسبة قليلة من النساء اللواتي يُتقنّ الكتابة والقراءة بالنسبة لأعداد الرجال، وتواجه المرأة تحديات كبيرة أخرى في المجتمع البشتوني للحصول على المزيد من حقوقها، ففي معظم الأحيان يتم سلب المرأة حقوقها لصالح زوجها أو أفراد عائلتها الذكور، فالمرأة لا تتمتع بحق الميراث في كثير من الحالات، بجانب أنها لا تحصل على العديد من الحقوق الأخرى التي منحها لها الدين والقانون، لا سيما في المناطق القبلية، ولكن من جانبٍ آخر بدأت المرأة البشتونية في إحداث تغيير بطيء بشأن الحصول على حقوقها كاملة، لا سيما النساء في المدن اللواتي يحصلن على قدر أكبر من الاستقلالية والحرية الشخصية.

الدين لدى البشتون

يعتنق معظم الشعب البشتوني الدين الإسلامي السني، مع وجود أقلية بسيطة تتبع المذهب الشيعي، لذلك فإنّ العديد من الجوانب الحياتية مستمدة من الشريعة الإسلامية، ومن أبرزها الجوانب الأخلاقية للشعب البشتوني الذي يؤمن بعبادة الله تعالى وحده، وهو القانون الثابت الأعظم لديهم.

الحياة الاجتماعية للبشتون

المجتمع البشتوني هو مجتمع قبلي متماسك إلى حد كبير، ويرجع البشتون لحل نزاعاتهم وخلافاتهم واتخاذ القرارات العامة إلى مجلس القبيلة الذي يصدر معظم أحكامه وقراراته بناءً على العادات والتقاليد البشتونية المتوارثة غير المكتوبة، ومن أبرز المبادئ التي يتمسك البشتون بها إكرام الضيف والحفاظ على العِرض.

الظروف المعيشية للبشتون

بشكل عام، لا يتمتع شعب البشتون الأفغان بمستوى معيشي عالٍ للغاية، حيث يعيش العديد منهم في مجموعات على طول الحدود بين باكستان وأفغانستان بدو رحّل ينتقلون من مكان إلى آخر حاملين معهم خيمهم التي يعيشون فيها.

الحياة العائلية للبشتون

يعيش البشتون غالبًا في أسر ممتدة، حيث يقطن الأبناء بعد الزواج في منازل آبائهم بدلًا من تأسيس منازل خاصة بهم، فمنزل الأسرة البشتونية يتكون عادةً من رجل وزوجته وأطفاله غير المتزوجين وأبنائه المتزوجين وزوجاتهم وأطفالهم، وعندما تتزوج البنات فإنهنّ يلتحقن بأسر أزواجهن وينقلن ولاءهن لهن، ويمتلك الذكور السلطة الأكبر على الأسرة البشتونية، ويساهم أفراد الأسرة الذين يحظون بوضع مادي أفضل في مساعدة الأفراد الأكثر فقرًا، وتتقاسم الأسرة بأكملها مصاريف الأطفال الصغار.